الجمعة، 1 فبراير 2019

ما بيعرفش يوقفها !! .. 

من منا لا يعرف الفنان ممدوح عبدالعليم رحمه الله، بطل مسلسل الضوء الشارد " رفيع بيك "، أو " علي البدري " في ليالي الحلمية الذي ساندته النسوة بمفارقة غريبة تخالف مبادئهن حين خان زوجته وجلب لها ضرة لا يستهان بها " زهرة بنت نازك السلحدار "، اخبرتكم سابقاً أن لا أحد سوى الله سبحانه وتعالى قادر على فهم النساء!!... 

لم ينل الفنان ممدوح عبد العليم حظه من السينما، ربما لأنه لم يرقى لمواصفات البطل المطلوبة في تلك الفترة، فلم يمتلك كوميديا عادل امام، أو قدرة ابتلاع غيره من الفنانين ببساطة الاداء كمحمود عبدالعزيز ، لكنه وبرغم المنافسة الشديدة ترك أفلام لن تمر من أمامها إلا لتتوقف متابعاً لها، كفيلم " بطل من ورق " التي جسد بها شخصية " رامي قشوع "، السيناريست القادم من القرية مع موهبته ليبحث عن حظه في القاهرة .. 

يشدك الفيلم من أولى مشاهده حين تكتشف وجود لص فريد من نوعه، لا تحمل مسروقاته المعايير المادية المتعارف عليها، تفوق على نفسه وهو يجسد سيناريو قشوع وجرائمه المكتوبة على السطور ، كان مبتكراً عظيماً في عالم الإجرام يجبرك على إحترامه ومتابعته لنهاية الفيلم.. 

يتأرجح الكاتب " رامي قشوع" بين متابعة أحداث روايته وبين محاولة إنقاذ الضحايا الذين كان دقيقا في وصف تساقطهم على الورق، وتماهى معه اللص في ذلك السرد ولم يحاول أن يضيف إليه جديد وقد شعر بأنه أمام سيناريو مثير مكتمل الأركان .. 

تتوالى الأحداث ويلتقي رامي قشوع بالقاتل المتفاجىء بعدم وجود نهاية مكتوبة للرواية ، فيعرض عليه وسط هرج القطار المزدحم إيجاد نهاية لروايته وللفيلم ترضي الجميع!! .. 

يطل علينا قشوع قبل إنتهاء الفيلم من باب ذلك القطار مستنجدا بالشرطة التي لا تخالف واقعها الحقيقي في الوصول المتأخر، وهو يلوح لها ويندب حظه وحظ تواجده مع قنبلة موقوتة : " ما بيعرفش يوقفها، ما بيعرفش يوقفها !!.. 

دعونا نتوقف عند ذلك المشهد، والتلويح الجزع لرامي قشوع، هل تتكرر أحداث الفيلم منذ البداية، أم أن الحظ وضعنا أمام نفس الأحداث ونفس اللصوص بنهاية ضائعة ؟!، لا يختلف سيناريو ذلك الفيلم عن حالنا في هذا الوقت، لأكون أكثر دقة وتحديداً، لا يختلف ذاك الفيلم عن ما أصاب اليمن وغيرها من الدول العربية على مدى السنوات الأخيرة الماضية.. 

تطابق في سيناريو تفتيت الأوطان يصل لحد الذهول للصوص ومجرمين لم يبالوا بتغطية وجوههم وهم يزرعون الاوطان بقنابل والغام مؤقتة بدأوا تفجيرها البارحة ولن يتوقفوا في الغد القريب، ونحن نراقب من بعيد كشرطي عاجز لا يملك القدرة أو المهارة لنجدة وطن يلوح له بصراخ ملتاع :" ما بيعرفش يوقفها، ما بيعرفش يوقفها !!".. 

نور ناجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فرانكشتاين!.. لم أصب بالدهشة حين وجدت أسم الكتابة "ماري شيلي" على غلاف "رواية فرانكشتاين"، فمثل الكائن المتجول بين صف...