تركت صنعاء وتركتني..
كل أتخذ جانب منزوي متجاهلاً الآخر، قد يأخذني الفضول أحيانا لاختلس بضع نظرات لما تقوم به، وأصاب بالذهول والعجب وأنا أدير رقبتي سريعاً مبتعدة عنها !!..
صنعاء المخادعة المحتالة، نصّبت نفسها قاض، واقامت ما بين جبل عيبان ونقم ساحة لمحاكمة علنية!!..
لقد أصيبت بالجنون فعلاً!!..
لا أنكر الشماتة والارتياح وانا أراها تقترب من حافته الوشيكة، لا أجمل من عرض ترقص فيه على أنغام جنونها المطبق على ( الأنا ) التي تفيض منها، تقيم المحاكم وتتخذ من نفسها القاضي والجلاد والمدعي المدني، والحدّاد الذي نفخ النار على قضبان سجونها!!..
ولا احد أكثر منها يعلم بأن لا متهم في هذه البلاد سواها...
أيتها العادلة الحكيمة، هل تعرفين نغمة الضحكات الجوفاء التي تخرج من الفم، ولا معنى لخروجها سوى القاء السخرية المرة، لا شيء أستطيع أن أرد به عليكِ سوى هذه الضحكة ..
ايتها المدينة المكتظة بالمجانين، لا أعلم ايهم أكثر جنوناً أنتِ أم قاطنيكِ أو انا؟!..
لا تقبل شهادة المجانين فكيف لمحكمة جميع من فيها مصاب بالجنون أن تحكم بأقل قدر من العدل ؟! ..
ما زلتِ تلك الجاهلة، المختالة بنفسك كالطاؤوس المنزوع ريشه، فلم يعد فيك أي شيء قد يلفت الانتباه، ربما تثيرين الشفقة وأنت تتوسلين يوماً، وتدعين الطهر يوم آخر ، وتنفثين نيران الغضب السوداء على الدوام ..
فمثلك لا يستطيع الإدعاء كثيراًً، ولا يستطيع إخماد نيرانه ..
دمتِ لي..
وأدام الله عليك جنونك..
نور
صنعاء تحترق، لكن هذه المرة سيحترق معها نيرون أيضا..
ردحذفربنا يحفظها ..
ردحذفمجرد عتب لأجمل مدن الأرض، لن يبقى نيرون مهما تجبر بقوته