وضعت عليها قوقعتها، وقطعت عنها الحبل السري الذي يربطها بالعالم، لتبقى في عزلتها مع الوحدة المسفوكة التي تناسخت لتقتات منها..
عزلة بطعم الفقد والخسارة، لكنها الوحيدة التي رضيت بتقلبات مزاجها الذي قد يتعكر يوماً فلا تقوى على لملمة جنون خيالها وفوضاه، وتعطيها ظهرها يوماً آخر لتلهو في مكان قصي في أحد أركان قلبها، بعيد عن كل شيء ،، سواه!!..
يغمرها زفيرها وهو يمسح ضباب فراقهما ليتأمل انعكاس وجهه!!..
لم يعد من شيء يثير شهيتها سوى الكتابة على سطور خطوطه المتعبة وجفنه المرهق وقد فقدت إمكانية مقاومة غيابه بلحظات مسروقة منكسرة، أو أخرى متحايلة تنأى عن قول الحقيقة!!..
تعلمت أن لكل حديث وجع يستوجب الدفع، فأحكمت إغلاق شفتيها، واكتفت برسمه حروف لا نهاية لها حتى تحولت أناملها إلى ورق، تنبعث منه رائحة دخان امرأة تحترق..
أمرأة لا تخشى احتراقها قدر هاجسها من تخلي حروفه عنها يوم ما !!..
نور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق