الجمعة، 13 يوليو 2018

قوة خفية!!..

انت يمني ؟! 
إذن أنت تحيا في سجن، وتمسك بقضبانه ليل نهار باحثا عن نسمة حرية!!..
 في الداخل أو الخارج؟!، لا يهم، مازالت في سجنك ممسكاً بذات القضبان، فالسجن حالة تصيب الروح أكثر من أصابتها للجسد ..

قد يكون ذلك الإحساس عبارة عن اكتئاب جمعي أصيب به الجميع وبنسب متفاوتة!!
أكثرنا حظاً لم يلاحظ بعد تلك الحالة، لكنها ستصيبه بعد فترة، قصيرة أو طويلة يتعمد ذلك على قوته الخفية!!..

أمهاتنا، قوتنا الخفية، ونسمة الحرية التي تزيح عنا ضيق تلك القضبان لبعض الوقت !..

أمهاتنا،، السر الكامن فينا، وكمية التجلد والصبر واللامبالاة التي نحملها دون أن ندرك وجودها أو مصدرها الحقيقي حتى تبعث وقت حاجتنا اليها !..

ربما لم تجد أمهاتنا الرفاهية التي عشناها في طفولتنا لكنهن حملن أضعاف ما نعانيه منذ أمست الأيام أكثر قسوة، وللغرابة الشديدة نجدهن وقد تقبلنها ببساطة حكيمة فاقت قدرة استيعابنا المفترض بها أن تكون الأكثر إدراكاً وفهماً..

نفني الكثير من الوقت في البحث والتحليل لنجد حلا يخرجنا من الفوضى التي وجدنا في مستنقعها، فلا يزيدنا ذلك البحث سوى غرقا فيه، لا ينجينا منه ويزيح هالاته السوداء من حول أعيننا سوى احتضانهن بلهفة لتتساقط عنا أوجاعنا كأوراق خريف يابسة، فاحضانهن الأماكن الوحيدة التي لم ولن تصلها نيران الحرب " بإذن الله"..

لا تملك الأمهات مبادرات السرية، وحلول سياسية تنتظر التوقيع عليها، لتسري وتنهي ما بدأه " فاقدي الأهلية " الذين أشعلوا هذه الحرب، لكنهن يملكن تفاؤل بالغد، بابتسامات مطمئنة وثقة عجيبة واجندات ممتلئة بأيامه، تثير غيظك أحياناً حين تجد نفسك لم تتجرأ على التفكير الفعلي به..

اثبت هذا الجيل فشله، سواء اعترفنا بذلك أو نفيناه عنا، جيل فشل في فهم الماضي، وترك الحاضر حين أسلم عقله لغيره يتلاعب به، ويخشى المستقبل الذي يراه عبء لم يكن من المفترض به حمله لوحده، جيل مهما ادعى القوة والنجاح إلا أنه مازال يبحث عن خلاصه في دعوة لأمهاتنا محفوظة في الغيب !!..

جيل يتهرب من سؤال يطرح نفسه بعناد بعد كل زيارة قصيرة لمنزل والديه!!، هل سيكتسب الغد أمهات تملك القليل من صفات أمهاتنا وقوتهن، وهل سنتمكن من بعث الأمل لغد أبنائنا، وقد استنزفاه في واقعنا الحاضر ؟!.. 

نور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فرانكشتاين!.. لم أصب بالدهشة حين وجدت أسم الكتابة "ماري شيلي" على غلاف "رواية فرانكشتاين"، فمثل الكائن المتجول بين صف...