انتقام
نحن في عصر يتطلب العنف، القليل منه، بعد أن فرض علينا كمادة إجبارية..
ولكي اتخلص من بعضه الجأ للاختباء خلف قصص وهمية اعيشها مغمضة عيني أو اسردها عبر قلمي، فالحرف أقوى الأسلحة التي أؤمن بأنتصارها على ذواتنا الواعدة " بالانتقام" أو الغضب المفرط..
وبرغم السوداوية التي لطخت العالم، مازلت أملك علبة الوان مخفية بين طيات روحي اخفف بها حدة السواد الذي نحيا فيه، فالعالم برغم كل شيء أجمل مما نظن!!
ارسم بخربشاتي طريق آمن " لقمر " لا ظلم أو قهر أو حرب فيه، للأسف أملك من الأنانية ما يجعلني اخلع العالم وانجو بألواني وحيدة، فلا مكان شاغر في رحلتي ولا يجب أن يعاني القمر هو أيضاً من حرب بشرية جديدة, جميعكم يدرك أن العالم يزداد عبثاً مع انتشاركم فيه وازدياد قوتكم..
قد يعتقد البعض أن ما أكتب انعكاس لي ولمصاص دماء يسكنني، يقيده تابوت وحزمة من الثوم، والبعض" الاكثر لطفاً " يراها مجرد فضفضة تجهد نفسها لتبدو كوميدية أو لطيفة بعض الشيء..
أكثر ما أثار استغرابي اتهامي بشعور حقد دفين لسلالة بعينها وأن ما أكتبه ليس سوى انتقام لنقص حاد أشعر به في نفسي تجاهها !!
لن اتباكي محاولة استدرار النخوة والحمية للدفاع عني، لكن تلك العبارة اخذت من تفكيري الكثير!!..
بعد كل الدمار الذي لحق ببلادي وباهلها، دمار بدل ملامحها وغير كل شيء فيها، كل شيء عدى تفكيرهم !!
هل حقاً لم يدركوا حجم الكارثة التي وضعونا فيها، الم يصلهم أنين الموجوعين، وبكاء الأرامل ؟!..
ما الجين المسبب لتبلدهم ؟!
البعض لا يستحق عناء الرد، لكنه يحثك على التفكير ، البحث عن حل ..
لا أنكر أني غالباً أسقط الواقع السياسي في ما أكتب على الرغم من اعترافي الصريح بجهلي لعقول السياسيين ..
لكن فكرة الكتابة للانتقام، بعيدة كل البعد عما أكون، وربما العكس !..
حين أقرر أن أكون شريرة، لن اتخفى خلف أزيز نحلة ما، ولن أحاول كسب شهرة على حساب وحش محترم يقوم بعمله ودوره في الحياة بكل اتقان وتفاني!!
كما أني لا أملك الوقت الكافي لرسم الخطط والتسلل عبر أسطح مواقع التواصل الاجتماعي لالقي بوعاء ماء ساخن على رأس جماعة ما ؟!!!
اصدقكم القول، راقتني الفكرة وأنا اكتبها، هل من الممكن القيام بذلك ؟!، فكرة مثيرة، أيقظت الوحش الكامن بي!!..
الخلاصة ..
لن ادفن نفسي تحت مساماتي لأنفي تهمة الحقد عني، ولأكون في نظر البعض أكثر رقة ووداعة، ساخطط لجرائمي متى أحببت، وارسم" انتقاماتي" ووحشيتي حين يريد قلمي..
قد اصحو يوما لابقى مستلقية على سريري واقضي نهاري مع نغمات محمد منير، وفي يوم آخر ساوقظ صنعاء قبل أن تستيقظ الشمس لترقص معي وقد نفضناهم عنا، على الأقل تخلصنا منهم في خيالنا حتى حين..
قد أعشق يوماً ضفدعاً ينتظر قبلة تحوله لأمير، وربما ساسخط أحدهم بلعناتي ليصحو ونقيقه يملاء الشارع..
سأحيا كما أريد وسأكتب بالطريقة التي أهوى، وبكل عناد سأبقى على هذه الأرض حتى يصابوا بالملل، ويغادرونا ..
نور ناجي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق