الجمعة، 12 أكتوبر 2018

‏منشور واحد ضابح..

الأسباب السرية للحرب..

القت بنفسها من الشرفة..
كانت اسرع مني ولم تمهلني الوقت للإمساك بها قبل ان تلقي بجسدها من شرفة المنزل، قفزت بمهارة قبل أن اكمل نقاشي المستفيض عن (الأسباب الكامنة وراء الأيدلوجية الاندفاعية، في قاع اللاوعي المبطن، والفروق الجوهرية بينها وبين طريقة انبات حشائش السافانا الواقعة في المناخ المداري)!..
تلصصت من الشرفة على الجسد الملقى وانا امسك بقطعة الثوب التي تمزقت بين يدي، وصدى صرختها الأخيرة تتردد على مسامعي!.. 
كم أكره الأصوات العالية!!..
تمتلك ليونة هائلة، التفاف عمودها الفقري على اسفلت الشارع بهذا الشكل يدل على لياقة بدنية احسدها عليها..
وضعت قماشة ثوبها الممزق في المطبخ، لا يجوز لنا القاء أي شيء في سلة المهملات، نستطيع إعادة تدوير كل شيء بشكل قد لا يتخيله البعض، نحن ابناء التراب ويجب علينا أن نتعلم منه الكثير..
هذا التراب هو من سيعيد تدوير جثمان (الفقيدة) ويحللها لسماد حيوي ومواد عضوية ذات فائدة للأجيال القادمة، نحن سماد هذه الأرض الطيبة، وسيأتي يوم قريب لتصبح ذرات صديقتي وجزيئاتها ثمرة اتناولها..
كما سنكون جميعاً..
 البعض منا سيمضغ في فم الأبناء أو الاحفاد وقد تحول لغصن قات لامع، واخر قد يشرب على مهل في كوب قهوة الصباح، والاسعد حظ سيغلو ثمنه وقد عبئ في برميل نفط مسافر، لا استطيع ان اعبر عن مدى امتناني وعرفاني لفضل الجميع في إعادة الحياة لطين هذه الارض، اشكركم جميعاً، لا استثني احد..
 وصلت لهذه القناعة قريباً، وبدأت معها انظر للحرب بنظرة مختلفة، نظرة مغلفة بالاحترام والتبجيل.. 
هناك هدف خفي وراء كل حروب العالم، وحرب اليمن جزء لا يتجزأ من شبكة الحروب العالمية _ وصولنا للعالمية وتصدرنا المراكز الأولى أمر يبعث على الفخر_..
انه الإعلام والإعلاميين، عدونا الأول والأخير..
لقد نسج الاعلام خدعة كبيرة على هذا الشعب الطيب، وسوق للعامة اكاذيبه وافتراءاته، لتشويه المعنى العميق للحروب.. 
جميع أطراف الحرب بلا استثناء، يعملون ليل نهار بجهد جبار " يشكرون عليه" لاستصلاح هذه الارض وإعادة أحياها من جديد، وليست المقابر الجديدة سوى خطوة أولى لهذه المهمة الوطنية المصيرية.. 
لا أنكر أن الشك كان يساورني تجاه الأسباب التي سوق لها الإعلام المغرض، فمن غير المعقول أن تشتعل الحرب بسبب إجبار شعب على ترديد صرخة ما، لقد صرخت صديقتي قبل أن ترتطم جمجمتها بالأرض ولم يحرك ساكناً، الطرف المتهم بتسويق الصرخة !..
وهل من المعقول اذن أن يكون طمع توريث البعض لأبنائه  كرسي قديم سبب وجيه لقيامها وقد انخفضت أسعار الاثاث المنزلي بما فيها الكراسي بشكل كبير، زيارة  ( لحراج الدايري ) المكتظ بالكراسي يثبت نظريتي بطريقة لا تقبل التشكيك..
في ختام منشوري هذا احب أن أوجه دعوة لمروجي الاكاذيب ومثيري الفتن، لن تزرعوا الكراهية في قلوبنا..
كفاكم تشويه لسمعة حماة التراب والبيئة، ابطال حروبنا وتجارها، ولتصحو ضمائركم فنحن بحاجة لمجهود كل فرد من أبناء هذه الارض، لتستعيد حيويتها وسمادها من جديد !!..

نور ناجي ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فرانكشتاين!.. لم أصب بالدهشة حين وجدت أسم الكتابة "ماري شيلي" على غلاف "رواية فرانكشتاين"، فمثل الكائن المتجول بين صف...