لا تندهش!!..
لقد كان طيفك هنا !!..
قبل عدة ليال زارني، على وجهه ابتسامتك القديمة وصوتك يناديني بعذوبة جريان ماء..
اقترب دون أن يزيح نظره عني، وبين يديه باقة من ذلك العشق الذي يقرأ عنه الناس دون أن يتذوقوه، يستجدونه شعراً ونثراً وهم يحسبونه خيال..
وكأنه يهزأ بي!!، لا يختار سوى الأوقات التي احسبني فيها أقوى من في الكون، لا كعب أخيل يضعفني أو قص ظفيرة شعر تنزع عني قوتي..
شجرة ثابتة، واثقة من كمالها لا نقص فيها، ما أن تطل حتى ترتعش اغصانها وتسّاقط أوراقها، وهي تخلع جذورها بعجلة لاحتوائك..
وكعادتي بعد أي من زياراتك، أقوم بطقوس ساذجة سخيفة، كمن تزين نفسها لزيارة غادر ضيوفها، تعد قهوتها لتدفىء ببخارها المتصاعد قلبها المجوف دونك..
أشربها مغمضة اجفاني..
فاستيعاب حضورك وإعادة تفاصيله ليست بتلك السهولة !!..
من غير المسموح تسرب أو إضاعة جزء منك، أجاهد كي لا تفر تنهيدة لك عبر دمعاتي، اتنفس عبقك بعمق رافضة روائح العالم، اشتاقك بصمت تعلم ارتداء الكبرياء حتى تعود!..
كلانا يعرف أنك دائماً تعود،، ولو متاخراً..
اتلفت حولي قبل أن افتح علبة العطر القديمة!، مازلت محتفظة بها، أطمئن نفسي باحتجازك فيها!..
على أي منضدة تراك تحتجزني ؟!، أما زلت على عهدك لي بوضعي أمام نافذة واسعة تواجه الشمس مبكرًا، تعلم مقدار عشقي لضوء استفاقة النهار ؟!..
أُفتح غطاء زجاجة عطرك واترك نفسي لعبقها، وأسلم لها بقية ما تركته فيني، استلقي على قاعها لساعات طويلة ممسكة بيدك، ابكيك واشتكيك واناجي أناملك..
لا اغادر حتى أكون مستعدة لسفر جديد وغربة موجعة، اتمتم لك هامسة " بما تعرفه مسبقاً"، قبل أن ألملم روحي واعيدها لمخبئها..
نور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق